بعض منها .. و منك

August 14, 2011

ما نحن – الرجال – إلا أطفال أمهاتنا. مهما كبرنا أو استطلنا تظل أمهاتنا حاملات أسرار لمعجزات نظل نرتجيها. ولقد كانت معجزة أمي أنها تخبئ بعضا من الشمس في ثيابنا المغسولة.
سأظل أتذكر أنها كانت تجمع الغسيل بعد جفافه عندما تبدأ الشمس رحلة هبوطها بعد العصر، وعلى الكنبة التي بركن الصالة ترتفع كومة الثياب النظيفة. وفي هذه الكومة كنت ألقي بنفسي لأغرق في رائحة الشمس، فلقد كانت الثياب النظيفة تلك تمنح أنفاسي رائحة لم تكن في وعيي غير رائحة الشمس.
راحت كومة الثياب عن كنبة الصالة. غابت إلى الأبد. وكبرت أنا إلى حد أنه حتى لو ظلت الكومة ما كنت وأستطيع أن ألقي بنفسي فيها.
وكل ما أستطيعه الآن هو، أن أوصي زوجتي بألا تجمع الغسيل المنشور إلا بعد العصر. وبزعم انني أساعدها في جمع الغسيل، ألتقط قطعة منه وأغرق وجهي فيها.
تضحك زوجتي قائلة: “كف عن الوسوسة”، تحسبني أتشمم الغسيل لأتيقن من نظافته، فهي لا تعرف أنني أبحث عن معجزة من كانت تخبئ بعضا من الشمس في ثيابنا.
… أبحث عن عطر أمي.

3 Responses to “بعض منها .. و منك”

  1. washwashat Says:

    الله الله الله!

  2. W O R D S Says:

    محمد المخزنجي :)

  3. washwashat Says:

    الله عليه الراجل ده بيجيب معاني في منتهى التعقيد يحطها في كلام في منتهى السلاسة بس من أعمق ما يكون.


Leave a comment